و بعض من هؤلاء الرجال الذين يختارتون زوجاتهم على هذا الاساس نجدهم بعد مضي فترة من الزمن على هذا الزواج يبدأون بالشكوى من ضعف و خنوع و سطحية و سذاجة افكار زوجاتهم , و يبدأون بنقدهن بشكل لاذع , و لا يكتفون بهذا بل يذهبون للبحث عن المثال الاول عن المرأة القوية التي كانت متوفرة سابقا لكنهم رفضوا الارتباط بها و اختاروا بملىء ارادتهم النموذج الثاني .
هذا الفصام في حالة اغلب الرجال الشرقيين عائد الى طبيعة و اصولية المجتمع الشرقي الذي يحتم على الرجل ان يناقض رغباته و يلجأ بشكل واعي او غير واعي لأرضاء محيطة من الاهل و الاقارب و المجتمع بصورة عامة , و يختار النموذج الضعيف , المتخاذل , و المستكين , تاركا النموذج الاول الذي يطمح له .
الرجل الشرقي الواعي هو من يتخلص من برمجة و اصولية المجتمع الشرقي و تحديدا في هذا الخصوص , و يعرف كيف يختار على اساس رغباتة و مشاعرة و طموحة لا على اساس تفضيلات مجتمعة التي تفضل ان تضعة في خانة السلطان سليمان او السي سيد و على الزوجة ان تكون له واحدة من حريم السلطان او بشخصية امينة زوجة السي سيد في رواية نجيب محفوظ .
بأختصار , انت كرجل مسؤول عن قراراتك و اختياراتك فحين ترتبط بأمرأة لا تلبي لك طموحاتك العاطفية و النفسية و الفكرية , فهذا ذنبك اولا و ليس ذنب المرأة التي تزوجت بها لأنها لم تجبرك على الارتباط بها , فلا تحاول ان تضع اللوم على الضحية و تنسى الجلاد , الجلاد المتمثل بالاهل و الاقارب و المجتمع , فأما ان ترضى و تكون راضخا و اما ان ترفض و تكون صادقا .
لا تعش بوجهين فالمنافق دائما يخسر سعادته من اجل ارضاء المجتمع .